في الحقبة التاريخية المعروفة بالعصر الحجري، كانت المنطقة عبارة عن جماعات بدوية تعتمد في معيشتها على الصيد وجمع النباتات. كما تميزت أيضاً بصناعة الأواني الفخارية، وذلك بحسب ما كشفت عنه الحفريات الأثرية في إمارات أبوظبي، والشارقة، وأم القيوين، ورأس الخيمة. ويُعتقد بأن هذه الآثار تعود إلى فترة العبيد، التي تعتبر جزءاً من العصر الحجري، أي فترة الألفية السادسة ق.م.
فترة العبيد: كشفت الحفريات الأثرية عن قطع من الفخار المزخرف هندسياً باللون الأخضر والأصفر والأسود، وذلك في جزيرة الحمراء في رأس الخيمة، والحمرية في الشارقة، وفي موقع المدار في أم القيوين. وتتشابه تلك البقايا الفخارية مع مثيلاتها في بلاد ما بين النهرين في نفس الفترة.
اقرأ المزيدالعصر الحجري الحديث: تتميز هذه الحقبة بأحوال مناخية رطبة ومواتية سمحت للسكان بالعيش في أجزاء مختلفة من المنطقة، سواء في الساحل أو الداخل. اعتمد السكان على صيد الحيوانات، وصيد الأسماك والزراعة، ورعي الماشية. بدأت حقبة العصر الحجري الحديث بالتلاشي بعد 4000 ق.م. نتيجة لتدهور الأحوال الجوية، حيث أصبحت أكثر جفافاً.
اقرأ المزيدتتكون هذه الحقبة التاريخية من ثلاث فترات رئيسة: فترة جبل حفيت، فترة أم النار، وفترة وادي سوق.
فترة جبل حفيت: سميت فترة جبل حفيت نظراً إلى كثرة المقابر التي وُجدت في منطقة جبل حفيت، قرب مدينة العين، في إمارة أبوظبي.
اقرأ المزيدفترة وادي سوق: سُميت فترة وادي سوق نسبة لأحد المواقع الأثرية في وادي سوق، الواقع ما بين منطقة العين والساحل العماني.
اقرأ المزيدكشفت الحفريات الأثرية عن بداية ظهور تقنية جديدة للري على شكل أفلاج مكنت من استخراج المياه الجوفية، وسمحت بمرور الماء من الجبال إلى الواحات المنخفضة لسد احتياجات الزراعة، حيث تنتشر المستوطنات.
استخدام المعادن: استخدم السكان السيراميك، والبرونز، والذهب، والقطع الأثرية، وقطع المجوهرات من الخرز والذهب والحجارة، وكذلك أحجار الزينة، والخناجر، والسهام، والسيوف، ورؤساء الفأس، وصنانير الصيد، والسكاكين، والفخار. وهناك اعتقاد بوجود مصانع للمعادن في تلك الفترة.
اقرأ المزيدبناء أنماط خاصة من المقابر: تم اكتشاف العديد من المقابر الكبيرة تحت الأرض، وتنتمي جميعها إلى قرى زراعية صغيرة تقع على شرفات الأودية. شيدت هذه المقابر لمجموعة كبيرة من الناس الذين قاموا بدفن موتاهم معاً. صُفّت كافة حجرات المقابر بالحجارة، وزودت بمدخل، وظهرت بأشكال متنوعة، مرة كحدوة حصان، وأخرى مستطيلة، أو مربعة.
اقرأ المزيدبدأت الدعوة الإسلامية في المنطقة بعد فتح مكة، أي عام 630م، عندما أرسل رسول الله (صلىّ الله عليه وسلم) أصحابه لدعوة ملوك ورؤساء القبائل إلى اعتناق الدين الإسلامي، وبهذا بدأت المنطقة حقبة جديدة من العصور.
الدعوة إلى الدين الإسلامي: أرسل رسول الله (صلىّ الله عليه وسلم) أصحابه لنشر الدعوة الإسلامية في مناطق الجزيرة العربية. وصل الصحابي عمرو بن العاص إلى منطقة عُمان وصحار ليبلغ الدعوة إلى ملوك عُمان، بينما تولى العلاء بن الحضرمي زيارة البحرين، ونقل رسالة الدعوة الجديدة. أسلم أهل المنطقة ولبوا الدعوة إلى الإسلام بشكل طوعي.
اقرأ المزيدحكم الخلافة: ازدهرت الحضارة الإسلامية بشكل بارز في منطقة الجزيرة العربية والأقاليم المجاورة خلال الخلافة الأموية من (661 م إلى 750م)، والخلافة العباسية ( 750م -1258م). كما برزت أيضاً أهمية التجارة البحرية بين منطقة الخليج والمناطق الأخرى الواقعة في جنوب شرق آسيا وسواحل أفريقيا الغربية. راجت أيضاً صناعة السفن لأهميتها في الملاحة البحرية في ذلك الحين.
اقرأ المزيدكان البرتغاليون من بين أوائل الأوروبيين الذين وصلوا إلى شبه الجزيرة العربية. وقد كان ذلك في عام 1498 م بعد الرحلة البحرية الناجحة التي قام بها البحار البرتغالي فاسكو دي غاما حول طريق رأس الرجاء الصالح.
شبه احتكار للتجارة: بحلول عام 1515م، شقّ البرتغاليون طريقهم في المحيط الهندي وخليج عُمان، وفرضوا أنفسهم في المنطقة بقوة السلاح. وفي عام 1560م، بلغوا أوج قوتهم البحرية وسيطروا على تجارة التوابل والفلفل بشكل شبه احتكاري، ولعبوا دور الوسيط في التجارة بين الموانئ في المحيط الهندي بدلاً من التجار المحليين في المنطقة.
اقرأ المزيدانتفاضة اليعاربة: تحكم البرتغاليون بمنطقة الخليج العربي لما يقارب من قرن ونصف. بدأت القوة البرتغالية بالتراجع خلال القرن السابع عشر، وبات تواجه مقاومة من سكان المنطقة، إضافة للمنافسة من القوى الأوروبية الأخرى من الإنجليز والهولنديين بشكل خاص. وشهد هذا القرن بروز قوات اليعاربة والتي أطاحت بالوجود البرتغالي من جلفار ودبا في 1633م، واستعادت صحار في 1643، ومسقط في 1650.
اقرأ المزيدكانت خسارة القوة البرتغالية لمضيق هرمز في 1622م بداية لدخول الهولنديين والإنجليز إلى أسواق الشرق الأوسط.
إبرام اتفاقيات تجارية: وفي عام 1623م، أبرم الهولنديون اتفاقاً لتجارة الحرير مع شاه عباس وحققوا من خلاله أرباحاً طائلة. وبحلول القرن السابع عشر، أصبح الهولنديون القوة البحرية المسيطرة في المحيط الهندي والخليج العربي.
اقرأ المزيدالحرب الثلاثية: ضعفت سيطرة الهولنديين في عام 1750م، بسبب الحرب الثلاثية بينهم وبين كل من الإنجليز والفرنسيين، وفقدوا معظم ممتلكاتهم في المحيط الهندي. وفي وقت لاحق، عزز الهولنديون مركزهم في جزيرة خرج بإقامة حصن ومصنع، واستولوا على الأنشطة الاقتصادية المتعددة التي كانت بيد السكان العرب الأصليين بما في ذلك مصايد اللؤلؤ. أدت هذه الممارسات إلى ظهور مقاومة من السكان العرب المحليين الذين ثاروا ضد الهولنديين وأخرجوهم من جزيرة خرج في 1766.
اقرأ المزيدبحلول عام 1720، نمت الأنشطة التجارية البريطانية في الخليج. وكان البريطانيون معنيين بالدرجة الأولى بتعزيز قوتهم البحرية لحماية المنافذ التجارية مع الهند، واستبعاد المنافسين الأوروبيين. وفي بداية القرن التاسع عشر، استولى القواسم على السلطة في مسندم، والمناطق الشمالية والشرقية من الخليج العربي بشكل رئيسي. وبنوا أسطولاً يزيد على 60 من السفن الكبيرة مما أقلق لبريطانيين على الممر البحري إلى الهند. أدى ذلك إلى شن سلسلة من الهجمات ضد القواسم، وتمكن البريطانيون من هزيمتهم في عام 1820.
اتفاقيات الأمن البحري: بعد هزيمة القواسم، وقعت بريطانيا على سلسلة من الاتفاقيات 1820-1853 مع شيوخ كل إمارة. ووفقاً لهذه الاتفاقيات، كان يتعين على مشيخات منطقة الخليج ضمان الأمن والسلامة في البحر، والامتناع عن بناء السفن الكبيرة، وإنشاء التحصينات على طول الساحل. ومع ذلك، كانت الحرب النظامية سائدة في البحر بين القبائل العربية.
اقرأ المزيداتفاقيات مع الإمارات المتصالحة: بحلول عام 1892م، وقعت بريطانيا سلسلة من الاتفاقيات مع مشيخات الخليج. ووفقاً لهذه الاتفاقات، تعهد الشيوخ بعدم الدخول في اتفاقيات أو إجراء اتصالات مع أية قوة أو دولة أخرى عدا الحكومة البريطانية. ومقابل ذلك، تعهّد البريطانيون بتحمّل مسؤولية الدفاع عن المنطقة من أيّ عدوان خارجي. حافظت هذه الاتفاقيات على سلامة الطريق البحري، ومهدت لنشوء إمارات الساحل المتصالح. أعلنت الحكومة البريطانية في بداية عام 1968م، نيّتها للانسحاب من الخليج مع نهاية عام 1971م.
اقرأ المزيدحال توليه حكم إمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966، قام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم إمارة أبو ظبي في ذلك الوقت، بالتحرك سريعاً لتعزيز الروابط مع إمارات الساحل المتصالح. كان الهدف من فكرة الاتحاد أن يكون نواةً للوحدة العربية، وحماية الساحل والثروة النفطية المتوقعة فيه من مطامع الدول المجاورة الأكثر قوة. قام المغفور لهما الشيخ زايد والشيخ راشد بدعوة حكّام الإمارات الخمس المتصالحة الأخرى، بالإضافة إلى البحرين، وقطر، للمشاركة في مفاوضات تكوين الاتحاد.
الجهود الأولية للاتحاد: في فبراير 1968م تمت الخطوة الأولى في سبيل تحقيق فكرة الاتحاد وذلك من خلال أول اجتماع وحدوي بين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وذلك في منطقة السمحة، الواقعة بين أبوظبي ودبي. من 25 إلى 27 فبراير 1968 اجتمع حكام الإمارات المتصالحة في دبي بدعوة موجهة من حاكمي أبوظبي ودبي، وتم الاتفاق على قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة.
اقرأ المزيدالإعلان التاريخي للاتحاد: في 18 يوليو 1971م، قرّر حكّام ست إمارات من الإمارات المتصالحة، هي: أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي 2 ديسمبر 1971م تمّ الإعلان رسمياً عن تأسيس دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة. وفي 10 فبراير 1972م، انضمّت رأس الخيمة إلى الاتحاد، فأصبح الاتحاد متكاملاً باشتماله على الإمارات السبع. وفي اجتماع حكام الإمارات في الثاني من ديسمبر 1971م، وتحقيقاً لإرادة شعب الإمارات واستجابة لرغباته صدر عن هذا الاجتماع البلاغ التاريخي الذي جاء فيه: "يزف المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، والعالم أجمع، معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، وجزءاً من الوطن العربي الكبير."
اقرأ المزيد